وتتهم كراين روسيا بضرب عمق أراضيها بما تقول إنها طائرات بدون طيار إيرانية الصنع من طراز "كاميكازي" في الوقت الذي تواجه فيه القوات الروسية انتكاسات متزايدة في ساحة المعركة.
قال مسؤولون أوكرانيون يوم الأربعاء إن روسيا استخدمت طائرات بدون طيار "من طراز شاهد-136" لاستهداف بلدة بيلا تسيركفا الواقعة على بعد 50 ميلا جنوب كييف مما أدى إلى إصابة شخص واحد وتدمير العديد من المباني.
ودقت أوكرانيا ناقوس الخطر بشأن تزايد استخدام روسيا للطائرات بدون طيار التي تقول إن طهران تزودها بها لضرب مدن بعيدة عن الخطوط الأمامية منذ أسابيع لكن هجوم الأربعاء هو الأقرب إلى عاصمة البلاد ويشكل تحديا جديدا للجيش الأوكراني.
وكانت وزارة الدفاع الأوكرانية قد أبلغت لأول مرة عن استخدام ما قالت إنه طائرة بدون طيار من طراز شاهد-136 الشهر الماضي خلال هجومها المضاد العنيف في شمال شرق البلاد.
ومنذ ذلك الحين، ذكرت قيادة القوات الجوية الأوكرانية أن طائرات "شاهد-136" بدون طيار استخدمت لشن هجمات على مدينتي أوديسا وميكولايف الجنوبيتين. وبعد الهجوم على بيلا تسيركفا يوم الأربعاء، أفادت الوزارة بأنها أسقطت تسع طائرات أخرى من الطائرات بدون طيار في جنوب البلاد. وشاركت صورة لحطام الطائرة بدون طيار، والتي يبدو أنها كتبت عليها كتابات روسية. لم تتمكن NBC News من التحقق مما إذا كانت الطائرة بدون طيار في الصورة هي بالفعل Shahed-136 أو أي طائرة بدون طيار أخرى تم إنتاجها في إيران.
ويقول خبراء عسكريون إنه من الصعب الجزم بما إذا كانت الطائرات بدون طيار في الصور التي قدمتها أوكرانيا هي في الواقع شاهد-136. لكن طرف جناح الطائرة بدون طيار وشكلها العام يطابقان تلك التي شوهدت في مقاطع الفيديو المتاحة من التدريبات العسكرية الإيرانية، كما قال مايكل هورويتز، المحلل الجيوسياسي والأمني، ورئيس الاستخبارات في شركة لو بيك الاستشارية.
وقال: "هذا ليس دليلا قاطعا ، لكنه أقرب ما يمكن أن نحصل عليه من وجهة نظر مفتوحة المصدر".
ويمكن تجهيز الطائرة بدون طيار، التي اكتسبت لقب "كاميكازي" لتدميرها هدفها عن طريق الاصطدام الفعلي به، برأس حربي صغير، مما يجعلها سلاحا دقيقا فعالا، حسبما قال كريستوفر توك، الخبير في الصراع والأمن في كينغز كوليدج لندن
وقال إن نطاقها التشغيلي يخضع للنقاش بين المحللين ، ولكن يمكن أن يصل طوله إلى 1200 ميل ، على الرغم من أنه ربما يكون أقصر بكثير من الناحية العملية.
وقال توك "لا يزال كافيا لضرب أي هدف في أوكرانيا من المناطق التي تحتلها روسيا".
واتهمت كل من واشنطن وكييف طهران بتزويد موسكو بالطائرات المسيرة لاستخدامها في أوكرانيا، لكن إيران نفت هذه الاتهامات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الثلاثاء إن "جمهورية إيران الإسلامية تعتبر الأخبار المنشورة عن تسليم طائرات بدون طيار إلى روسيا لاستخدامها في الحرب الأوكرانية لا أساس لها من الصحة ولا تؤكد ذلك".
ولم يعلق الكرملين على الاستخدام الأخير للطائرات بدون طيار إيرانية الصنع في أوكرانيا، لكن المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف وصف في وقت سابق التكهنات بأن إيران تزود روسيا بطائرات بدون طيار لاستخدامها في أوكرانيا بأنها "خدعة".
وتأتي الزيادة في هجمات الطائرات بدون طيار في الوقت الذي تتراجع فيه القوات الروسية في أوكرانيا ، حيث تكافح موسكو لتعزيز الحملة العسكرية المتراجعة للرئيس فلاديمير بوتين.
وقال توك "في الوقت نفسه، تضطر الطائرات بدون طيار إلى استبدال قدرات أخرى، بما في ذلك ضربة مدفعية دقيقة، تفتقر إليها روسيا". "في الأساس ، إنها حل إسعافي لضعف عسكري روسي أعمق".